مصر تترقب عودة السائحين الروس قريبا والمؤشرات تؤكد ذلك وإبريل مرشح بقوة

 

ناهد نظمي: مباحثات السيسي وبوتين الأخيرة حركت السوق الروسي إلى وضع الاستعداد

المشاركة في المعارض السياحية الروسية الشهر الجاري هامة لنلحق موسم الصيف وتعويض الخسائر

الروشتة.. التأكيد على تأمين المطارات والتواصل المباشر مع المواطن الروسي لتحفيزه

متولي: تحديد الخطوط الروسية "إيروفلوت" 27 مارس نهاية فترة التعليق ليس عشوائيا


كتب- أكرم مدحت

هل حقا تقترب اللحظة التي ينتظرها القطاع السياحي المصري بعودة السائحين الروس إلى المدن السياحية شرم الشيخ والغردقة لإعادة الحياة لها؟، خاصة أنها تعتمد على هذه السوق بشكل أساسي حيث يمثل الروس نحو 60% من حركة السياحة الوافدة إلى المدينتين، ولاسيما الغردقة الوجهة الأولى لهم.

 

سؤال بدأ موقع "ترافل يالا نيوز" يطرحه، وبالفعل وجدنا إجابات ضمنية ومؤشرات تجعلنا نتوقع عودة السياحة الروسية خلال شهر إبريل المقبل مع بداية موسم أجازات الروس حتى النصف الأول من مايو، وكانت أبرز تلك المؤشرات الاتصال الذي تم بين الرئيسين المصري والروسي وتضمن بحث استئناف حركة الطيران إلى مصر بعد توقفها منذ سقوط الطائرة الروسية 31 أكتوبر الماضي في وسط سيناء، وراح ضحيتها 214 سائحا روسيا و3 أوكرانيين، و7 أفراد طاقم الطائرة.

 

ناهد نظمي المستشار السياحي المصري السابق لمكتب روسيا، والمستشار الفني لرئيس هيئة تنشيط السياحة، في تصريحات خاصة لموقع "ترافل يالا نيوز"، أكدت أن الحراك في الحكومة الروسية يتجه لعودة السائحين إلى مصر قريبا جدا، حيث أن التصريحات السابقة كانت ضبابية ودبلوماسية ولا تشير لأي توقعات، حيث أن عقلية الإعلام الروسي تتسم بإظهار تصريحات معينة لها أهداف.

 

وقالت إن ردود الأفعال على الاتصال الذي تم بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين لعودة حركة السياحة الروسية إلى مصر ووقف تعليق رحلات الطيران، ظهرت واضحة من خلال تناول مجموعة من المواقع السياحية الروسية أبرزها "تور بروم"، و"أتورو" وهو الموقع الرسمي لاتحاد الوكلاء السياحيين الروس، والذي يرصد القوانين والإصدارات والحركة من وإلى الدول التي تتعاون سياحيا مع السوق الروسي حول العالم، ويعد مرجع هام للسائح الروسي قبل اتخاذه قرار السفر.

 

وأفادت جميعها بانتظار قرار عودة حركة السياحة الروسية إلى مصر قريبا، وهذه مؤشرات إيجابية لأنهم لم يعلنوا عن هذه التوقعات قبل ذلك، رغم العديد من المباحثات السابقة على المستويين السياحي والسياسي، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا يؤثر على المنطقة كلها، وقرار سحب القوات الرئيسية الروسية يمكن أن يمثل بنية تحتية آمنة لزوال التوتر الأمني للمنطقة وبالتالي عودة السياحة.

 

المؤشرات الداعمة للعودة

وأضافت أن هناك بعض الشخصيات الروسية الهامة في مجال الصناعة والسياحة أكدوا على أن السوق بكامله في انتظار العودة، وأن شركات السياحة ستعمل بكامل طاقتها بمجرد رفع الحظر، أبرزهم "يوري بارزيكن" المدير العام لاتحاد الصناعات السياحية الروسية، بالإضافة إلى تصريحات ممثل شركة "ALS Tour" روسي الجنسية ويعيش في مصر، وهذه الشركة استثمار مشترك ووكيل لشركة "ببلوجلوباس" الروسية والتي كانت تستحوذ على 9 آلاف مقعد أسبوعيا من إجمالي الحركة إلى المدن السياحية المصرية.

 

وأشارت نظمي إلى مطالب وزير الخارجية الروسي لبعض الدول العربية منح الروس تسهيلات الدخول بدون فيزا، وأبرز تلك الدول الإمارات والتي كانت بديلا قويا عن مصر.

 

وأوضحت أن هذه هي المرة الثالثة التي أوقفت روسيا حركة الطيران إلى مصر، حيث كانت الأولى كانت في عام 2011 عقب ثورة يناير لمدة شهري فبراير ومارس، والثانية كانت في عام 2013 بعد ثورة يوليو لمدة شهري أغسطس وسبتمبر، والثالثة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر الماضي، ومنذ 7 نوفمبر الماضي لم تهبط طائرة سائحين روس في المطارات السياحية المصرية حتى الآن.

 

ونوهت إلى أن المرة الثانية لوقف الطيران في 2013 طلب وفد سياحي أمني السفر إلى مصر للتأكد من استقرار الوضع في الفنادق ونقاط التأمين، وبعدها بأسبوع عادت السياحة، وهو ما يتوافق مع ما أعلنته الحكومة الروسية مؤخرا باعتزامها إرسال وفد أمني للتفتيش على إجراءات تأمين المطارات السياحية، ويعد مؤشر قوي لعودة الحركة قريبا.

 

وأكدت أن السوق الروسي يتميز بالتعافي والعودة السريعة القوية وهو ما يؤكده منظمي الرحلات الروس، مشيرة إلى أن الأخبار التي تم تداولها بخروج الأتراك بالكامل من السوق الروسي ليس سهلا، لأن تعويضهم صعب لعدم قدرة الشركات الروسية تحمل حجم الطلب، في ظل العودة القوية المنتظرة.

 

وفي سياق متصل، قال وائل متولي نائب مدير عام شركة "بريسكو إيجيبت" وكيل "بريسكو" الروسية في مصر لـ"ترافل يالا نيوز"، إن قرار الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت" بوقف رحلاتها إلى مصر رسميا بداية من شهر ديسمبر الماضي وحتى 27 مارس الجاري، يؤكد أن الأزمة كانت سياسية وليست سياحية، وتحديد هذا الوقت ليس عشوائيا، وفي النهاية خسرنا الموسم الشتوي الرئيسي للروس في مصر.

 

وأشار متولي إلى أن هناك مقال روسي تم نشره مؤخرا بأنه لا بديل لمصر على وجه الأرض في الشتاء، لأنها مقصد رخيص وقريب وجوها دافئ ومعتدل، إلى جانب تسهيل حصولهم على تأشيرة الدخول بدفع رسوم عند منافذ الوصول فقط دون الحاجة للحصول عليها مسبقا.

 

المعارض السياحية الروسية تواجد هام

أكدت نظمي أن مشاركة مصر في المعارض السياحية الروسية هام في المرحلة الحالية في ظل المؤشرات الإيجابية لعودة الطيران، واستهداف اللحاق بموسم الصيف لتعويض الخسائر، ومن المقرر أن تقام فعاليات المعرض الأول "In Tour" في الفترة من 19 إلى 22 مارس الجاري، وهو ذو صبغة حكومية تحت رعاية وزارة السياحة الروسية والوكالة الفيدرالية الروسية، ويعد مؤشر لقوة العلاقات السياحية مع المقاصد المستهدفة.

 

أما المعرض الثاني "MITT" سيقام في الفترة من 23 إلى 26 مارس الجاري، ويتسم بالمهنية وأكثر فعالية ونشاطا من حيث الشركات والأحداث.

 

آلية استعادة السوق الروسي

ترى المستشار السياحي المصري السابق في موسكو أن استرداد حجم الحركة من روسيا والتي ستأتي بشكل طبيعي، وبعدها نبدأ في الترويج للمنتجات الجديدة ونضع الخطط لاستهداف الشرائح ذات الإنفاق المرتفع، ولكننا نحتاج في المرحلة الحالية تقديم تسهيلات محفزة وترويج غير تقليدي، من خلال التواجد في الأماكن الجماهيرية والتواصل المباشر مع المواطنين الروس لأنهم أصحاب القرار بالسفر، فضلا عن التأكيد على تأمين المطارات السياحية وهو ما سيثبته الوفد الأمني الروسي المنتظر.

 

وأكدت أن الطيران أهم ضلع في منظومة الترويج إلى جانب شركة السياحة والفندق، ولكننا نفتقده، لأن الحركة المنتظمة تعتمد فقط على الخطوط الروسية "إيروفلوت"، ومصر للطيران والتي لا تتناسب ارتفاع أسعار تذاكرها تنشيط السياحة على رحلاتها، أما الحركة السياحية فليس لها مجال سوى الطيران العارض "الشارتر" الذي يتحكم فيه منظمو الرحلات الروس من أصول تركية.

 

قوة السائحين الروس في مصر

وكشفت أن كل من مدينتي موسكو وسان بيتربرج تستحوذان على 35% من الحركة الوافدة إلى مصر، رغم أن روسيا تتكون من 83 كيان اتحادي ما بين مدن ومقاطعات ومناطق حكم ذاتي وجمهوريات.

 

ووفقا للبيانات التي ينفرد بنشرها موقع "ترافل يالا نيوز"، فإن السياحة الروسية تحتل المركز الأول بلا منافس في الأسواق الوافدة إلى مصر، حيث حققت 2.4 مليون سائح، بانخفاض 24% مقارنة بعام 2014، الذي شهد توافد 3.1 مليون سائح روسي، وقضى الروس العام الماضي نحو 27 مليون ليلة سياحية، ويمثل الروس في مصر 26% من إجمالي السياحة الوافدة.

 

وحافظت روسيا على صدارتها السياحية في مصر رغم توقف الحركة الوافدة منها بعد قرار تعليق الطيران إلى مصر 7 نوفمبر الماضي، عقب حادث سقوط الطائرة، وسجلت لأول مرة في تاريخها تهاوي عددي بنسبة 76%، بتوافد 75 ألف سائح روسي في نوفمبر، ثم في ديسمبر بلغ عدد الوافدين الروس 6358 سائحا فقط بنسبة انخفاض 97% عن ديسمبر 2014، ليصبح رقما قياسيا في تاريخ السياحة الروسية في مصر، رغم أن نوفمبر وديسمبر يعدان ذروة توافد الروس للانخفاض الشديد في درجات الحرارة في بلادهم ليبحثوا عن المناطق الدافئة قاصدين مدينتي شرم الشيخ والغردقة، وسجل يناير الماضي 4103 روسي فقط.